إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

{ كيف تكون شخصية من أهل الجنــة }

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • { كيف تكون شخصية من أهل الجنــة }

    حديثي معكم اليوم بعنوان { كيف تكون شخصية من أهل الجنــة }
    أهل الجنة هم الكلمة الطيبة أصحاب الأصل الثابت والجذور الإيمانية التي تمتد عبر التاريخ لتنير صفحاته وتشرق أفاقه وتعلي راياته خفاقة في السماء ، فأهل الجنة ثمرة بشرية طيبة جذورها في أرض الله تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها فتنفع نفسها وتغذي غيرها وتنشر خيرها في ربوع الكون ، أما روحها فتتعلق بالسماء لسمو جوهرها وعزة نفسها بالذي غرس كرامتها بيديه سبحانه { فالله عزة ولرسوله وللمؤمنين } .
    وفي البداية أوجه سؤال ينتابني عندما أرى أحوال المجتمع من حولي
    - لماذا لا تريد أن تكون من أهل الجنة ؟
    وكأني أسمع الجميع وهم يقولون في تعجب وذهول وصوت واحد من هذا الذي فقد عقله ويأبى أن يكون من أهل الجنة !!!
    وأنا أقول لا تتعجبون فكثير من الناس الآن يرفض أن يدخل الجنة ، بل يصر أن يلقي بنفسه في النار جهنم بمحض اختياره وإرادته ، والدليل الدامغ الذي ليس ورائه ذرة شك هو حديث المصطفي ( صلى الله عليه وسلم ) { كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ! قالوا ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال رسول الله من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى }
    وبهذا الحديث يزول اللبس وتتضح الحقيقة وينجلي أما الجميع صدق مقالتي فالحال والواقع المعاصر لشباب الأمة وفتياتها أصدق من القول ، فليس من رأى كمن سمع ، وأذكر هنا بعض مظاهر هذا الواقع الذي تعيشه أمتنا لكي لا يخرج علي أحد منكم ويقول أنت تتجنى على شباب الأمة وفتياتها وتفتري علينا بدون دليل مادي واحد .
    وأقول والقلب يعتصر حرقة وألما على هذا الحال الذي وصل إليه كثير من شباب الأمة وفتياتها ، من ضياع في ظلمات الجهل والهوى وغرقوا في شهوات وشبهات الغزو الفكري الذي تبثه قنوات مأجورة من خلال وسائل إعلامية متعددة في الداخل والخارج ، وهدفها الوحيد هو انتشار ثقافات لا تمت لدين الإسلامي بصلة ، بل تعاديه وتعمل على هدمه في قلوب شباب هذه الأمة بوسائل عديدة منها .
    1- أولا نشر الثقافة الجنسية بمفهومها العلماني التحرري الذي يسمح للشاب والفتاه أن تكون بينهم علاقة صداقة كما يسمون بريئة تتطور على مدى الأيام إلى علاقة حب شريف كما يطلقون ويسمون الأشياء بغير اسمها ويقولون على الخمر مثلا مشروبات روحية وعلى الفن الوضيع الذي لا يخلو من الأفكار المسمومة وقلب الحقائق وتشويه صورة الإسلام والقضاء على جوهر هذا الدين وتميع القضايا الاقتصادية التي يعيش فيها الناس وإظهار الملتزم بأوامر الدين على أنه درويش تارة أو إرهابي متطرف تارة أخرى ومحو معاني الجهاد والدفاع عن الإسلام ومقدساته من قلوب الأمة ، هذا بالإضافة إلى القبلات والأحضان وكلمات الغرام والمشاهد الجنسية الإباحية المثيرة للشهوات والغرائز الكامنة في قلوب الشباب ويعمل على تهيجها لكي تنفجر في أخر المطاف وتتحول إلى علاقات محرمة وزنا مقنن بما يسمى بالزواج العرفي وهو الزنا بعينه ويستغلون في ذلك عدم قدرة الشباب على تكاليف وأعباء الزواج الشرعي أو لصغر سن بعض الشباب وعدم قدرته على تحمل المسؤولية وتكوين أسرة في ظل ظروف هذا المجتمع المحطم ماديا ومعنويا ومن هذا الباب يدخل أعداء الفضيلة والشريعة الإسلامية ، فيستغلون عجز الشباب ويفتحون أمام أعينهم أبواب الحرام ويسمونها بغير اسمها الحقيقي لكي ينخدع فيها الشباب بلا وعي أو بصيرة من أمرهم ، وبالفعل ينساق الكثير وراء دعواتهم للتحرر والسفور والخروج على الشريعة المطهرة بحجة أنها لا تحاكي ولا تلائم واقعهم المتطور ولا تتماشى مع الحياة العصرية ، ومن هذا المنطلق تبدأ العقائد والثقافات الباطلة في التمركز داخل الذات الإنسانية غير المحصنة بالعلم الشرعي المبني على كتاب الله وسنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فتخترق كل أنسجة العقل البشري وتبدأ في تجديد خلاياها البيضاء فتملأها بمناهج ووسائل غير مشروعة تتعارض كليا وجزئيا مع المنهج الإسلامي وشريعته وأخلاقه ومعاملاته ، ومن هنا يخرج علينا أناس من جلدتنا كما يقول الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى ( هم من جلدتنا ويتسمون بأسمائنا ويتكلمون بألسنتنا ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم قذفوه فيها ) يخلطون الحق بالباطل والحلال بالحرام ويدسون السم في العسل ، ينعقون مع كل ناعق ، ويهرفون بما لا يعرفون ، ويتكلمون فيما لا يعلمون ، لا يهمهم سوى مصلحتهم الشخصية ، هم منافقون هذا العصر ، تكيفوا على النفاق والعمالة والخيانة لمن يدفع أكثر ، يبيعون دينهم بعرض زائل ومتاع فاني ، يلمعهم الغرب المشرك والشرق الملحد على سواء ويظهرهم على أنهم أبطال ومجددين وأصحاب فكر التنوير ونجوم هذا العصر وفنانين مبدعين وإعلاميين مبتكرين ، وهم في الحقيقة لا يتعدون أداة في يد أعداء هذه الأمة يحركونها كقطع الشطرنج في الاتجاه الذي يخدم أهدافهم ويحقق أغراضهم ، فهم وسائل قذرة وخناجر مسمومة تطعن بها الأمة لا في ظهورها فحسب بل في قلوبها ، بيد أبنائها المحسوبين عليها ، تماما كأمثال عباس وفياض ودحلان في الأرض المقدسة التي دنسوها بأقدامهم وأيديهم الملوثة بدماء الشهداء على أرض غزة ، وهذه الأسماء لتوضيح فقط ، لأن المجال هنا لموضوع أهم من هؤلاء الخونة بكل ما تحتويه معنى هذه الكلمة من خيانة لدين ولنفس وللوطن .
    2- انتكاس الفطر والعقول وطمس القلوب ، فقد تحقق ما تنبأ به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عندما قال { بين يدي الساعة سنون خداعة ، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويأتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ويتكلم فيها الرويبضة ، قال الصحابة وما الرويبضة يا رسول الله ، قال الإمرء التافه يتكلم في أمر العامة } وها نحن نرى التافهين والتافهات من الراقصين والراقصات والفنانين والفنانات وزبالات البشر من أصحاب رؤوس الأموال المسروقة من دم الأمة ، نصبوا أنفسهم علماء في جميع المجالات حتى وصل الحال بهم أنهم يفتون في الحلال والحرام ، فتقول أشقاهم وهي تأكل من تعرية جسدها وهز وسطها وقد استضافتها إحدى القنوات الفضائية وتسألها عن حكم الرقص في الإسلام ، فترد عليها الهالكة بقولها الرقص عمل والعمل عبادة ، إذا الرقص أصبح عبادة تتقرب إلى الله بها في مفهوم هذه البغي التي ذهبت إلى الحج وبعد ما عادت ترقص فقال لها أحد زبائنها متعينا يا حجه ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
    3- واستكمالا لانتكاس الفطر في هذا العصر عندما يعصي العبد ربه بمعصية ينكت في قلبه نكته سوداء وأشبه هذا القلب بقطعة قماش بيضاء عندما يصيبها نقطة حبر أسود فتجد أن هذه النقطة تتشربها القطعة وتفترش حولها وتتحول إلى دائرة سوداء صغيرة ، فعندما يعصي العبد ربه يصبح في قلبه مثل هذه الدائرة الصغيرة نسبيا وتتجمع المعاصي تماما في قلبه كما تتجمع النقاط السوداء على القماشة البيضاء حتى لا تبقي فيها ذرة بياض وتتحول إلى قطعة من السواد المظلم ، وهكذا يكون القلب عندما تتجمع فيه المعاصي قطعة لحم سوداء لا يوجد فيها ذرة خير بيضاء ،وبذلك تنسد كل شرايين القلب الإيمانية ،فيصبح الدم الخارج من القلب دم ملوث بالمعاصي قد ماتت في كرات الدم البيضاء ، وهي خط الدفاع الأول وحل محلها كرات دم سوداء مليئة بالأفكار الهادمة والشهوات المسعورة ، فيضخ القلب إلى الأوعية الدموية في مخ الإنسان أفكار مضادة للإسلام وينبض بالمعصية بدل أن ينبض بالإيمان ، وهنا تتحول المفاهيم والعقائد في خلايا المخ التي تغزى بهذا الدم الفاسد إلى عقائد باطلة ، لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا ، وهذا ما يتطابق مع حديث النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عود عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء حتى تصبح القلوب على نوعين ، قلب أبيض كالصفا ، وقلب أسود كالكوز المنكوس لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا } ، فصاحب هذا القلب لا ينتفع بنصيحة لأنه أغلق أبواب قلبه بأقفال من الذنوب لا تفتحها إلا مفاتيح التوبة الصادقة والندم على هذه المعاصي التي حولت القلب على حجارة بل أشد من الحجارة لو كانوا يبصرون ، نعم لهم قلوب ولكن لا يفقهون بها إلا كيف يمكرون بالمؤمنين وكيف يستهزؤون بهم وكيف يسخرون منهم وكيف يعشقون بها فتيات المسلمين ويحبون بها في الحرام ولهم أعين ولكن لا يبصرون بها إلا الأجساد العارية والمفاتن الزائلة والصور المحرمة والعورات المكشوفة والمبارات التي تلهي عن الصلاة وعن ذكر الله ولهم أذان ولكن لا يسمعون بها إلا الغناء الفاحش والغيبة والنميمة والمسلسلات والأفلام وكلمات الغزل التي تهلك القلوب وتسحر الأبدان ، ولهم قلوب في قبور ، قلوبهم بحق مقبورة في صدور يوسوس فها الشيطان ويعشش عليها سخط الرحمن ، لا تستجيب إلا لنداء الشيطان عندما يدعوها إلى معصية جبار السماوات والأرض فتلبي وتستجيب وتسارع في تنفيذ أوامره ولا تدري أن أشيطان نفسه سوف يتبرأ من هذه الدعوة ، قال تعالى ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ، ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ، إني كفرت بما أشركتموني من قبل ، إن الظالمين لهم عذاب أليم ) وهذه هي خطبت إبليس الأخيرة التي بعدها يساقون جميعا إلى جهنم خالدين فيها أبدا غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا أليما .
    4- الهزيمة النفسية التي يعيش فيها الشباب ، فالراحة والكسل والإتكالية والخمول ودنو الهمة ، وأن يجدوا كل شيء على طبق من فضه ، دون تحمل أدنى مسؤولية ، أصبح سمه غالبة على كثير من شبابنا وفتياتنا ، فتجد شاب من أسرة الثرية ، لا ليس له هم غير الموديلات الجديدة من السيارات وأن يضم إلى ألبومة الخاص كل يوم فتاة جديدة جميلة جذابة ، هذا بجانب تعاطي كل أنواع المخدرات والمسكرات ، والدخول في مراهنات على فتيات المسلمين من يوقعهن في غرام صاحب السعادة ، لا يعرفون للشرف معنى ولا للأخلاق طريق ، فضلا عن ضياع أوقاتهم في النوم والسهرات المحرمة ، أما النموذج الأخر وهو شاب من أسرة فقيرة ، فأنه ناقم على الحياة بأكملها ، يلعن يومه وغده فضلا عن ماضيه ، فينظر للحياة نظرة متشائمة مادية بحته ، مع أنه لا يستطيع أن يحصل منها شيء إلا أن يصاحب شاب ميسور فيكون دلدول كما يطلقون عليه أهل هذه الصنعة ، فهذا يخسر دينه ودنياه ، عاش فقيرا ومات ذليلا ، وهذا هو الواقع المرير الذي يعيشه كافة الشباب غير الملتزم بهذا الدين أما الشباب الصالح المصلح الذي إلتزم بهذا الدين شريعة ومنهاجا وسلوكا وأخلاقا ومعاملات فهذا هو صاحب الشخصية التي تفوز برضوان الله وجناته وسعادت الدارين وهذا ما سوف نتحدث عنه في المقال المقبل عن شاء الله .
    من أقوال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
    خير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى
    وشر العمى عمى القلب
    واعظم الخطايا الكذب
    وشـر المكاسب الربا وشر المآكل اليتيم
    ومن يعف يعف الله عنه ومن يغفر يغفر الله له

  • #2
    رد: { كيف تكون شخصية من أهل الجنــة }

    جزاك الله خيراً اخى الحبيب ونفع الله بك وبارك فيك
    { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
    سورة الرعد الآية 17

    تعليق


    • #3
      رد: { كيف تكون شخصية من أهل الجنــة }

      جزاك الله كل خير اخي الفاضل
      د.ناصر العمر |
      إذا اقشعرَّ جلدك ولان قلبك وأنت تسمع آيات الوعد والوعيد؟! عندئذٍ تكون متدبّراً للقرآن ومنتفعاً به، ويكون حجةً لك لا حجةً عليك !. ولكي تلمس أثر القرآن في نفسك، انظر: هل ارتفع إيمانك؟.. هل بكيت؟.. هل خشعت؟.. هل تصدقتَ؟..فكل آية لها دلالاتها وآثارها .

      تعليق

      يعمل...
      X